لا تتعجّبين لأنّي مَن قرأ على روحه الرّثاء

[b]
لا تتعجّبين لأنّي مَن قرأ على روحه الرّثاء
وبقيتُ أرتّل آيات الدّعاء
وأعيش أيّامي في ابتلاء
أهربُ من حزن نفسي وأنصبُ لها خيمة العزاء
أصارع أحزاني صبح مساء
أسكن المدن المهجورة ومع الغرباء
أبحثُ عنكِ يا حوريّتي في المدن والبراري والصّحراء
وأبحثُ عنكِ في أعماق البحار تحت الماء
وأجوب مع الطّيور ومع الغيمات ومع نسمات الهواء
فكلّ بساتين حبّي صارت جرداء
حتّى زهور البنفسج تبحثُ عن لونها وأوراقها الخضراء
وهذه جموع الأطفال تسألني عن حبيبتي بنت حوّاء
قتلتني وأنا على قيد الحياة.... مستغلةً صمتي بإيباء
وأما روحي لاتتفوّه بكلمة صامتةً خرساء
تتنفّس بهجرها لحبيبتي الصّعداء
كرهتُ الحبّ كرهتُ فيه عبارات الإطراء
فكلّها كذبٌ جوفاء
فليس بحبّهاعدلٌ ولا وفاء
أو تعرف السّكون في قلبي والبقاء
أنا من كتبَ أوّل قصيدة حبٍّ..... بالحبّ الفناء
وها أنا أعود أحلّق بالسّماء
أحلّقُ وأعلو بارتقاء
لأقتلَّ الحزن وأغلقُ أبواب الشّتاء
ومن شدوها تعلّمتْ الطّيور مني حروف الهجاء
وعرفت حروف الجرّ ومنها من تبدأ بالباء
وكلّ جملي تبحث عن فعل الماضي والمضارع وبقيّة الاشياء
حتّى مدن أحزاني تبحث عن فارسٍ يحرّرها من الدّخلاء
ويحرر المدن ويقتل الحزن ويطهر الأرجاء
قالت أغصان الزّيتون ها هو الفارسُ قد جاء
وهذه صهوة جواده يعلوها اعتلاء
وسوف يوزّع الحلوى بحبّها ولا يعرف القناعة والإكتفاء
حبيبتي تنام مع ألغزلان تهرب منّي وتنشدُ الإختفاء
سوف أصعدُ قمم الجبال بحبّها أبحث عن الكبرياء
هذه قارئة الفنجان لا تعرف كيف تقرأ فنجانها رعناء
خبّرتني وكلّ كلامها بكلامها حمقاء
هل يعقل أن أتركَ حبيبتي... ما هذا الغباء؟
وأنا لحبيبتي أزداد حبًّا لها بانكفاء

تلميذ الشعراء العراقي
11-3-2011[/b