Taounate تـــاونــــات
جغرافيا تقع مدينة تاونات ظمن المنطقة الشمالية الوسطى للمملكة المغربية ، وتتبع للجهة رقم 16
( تازة – الحسيمة – تاونات )
، تعتبر مدينة تاونات أقرب لمدينة فاس من تازة والحسيمة ، وكانت تاونات وما تزال على ارتباط مباشر يوميا بفاس ، أكثر مما هي عليه للجهة المنتمية اليها ( الحسيمة – تازة ) وقد تكون بذلك إما متمردة على أخواتها أو غير قابلة للفصم عن فاس ومهما فعلت يد الانسان بها
لا شبيه لموقع تاونات في كل أرجاء ربوع المملكة المغربية بأكملها… فهي رابضة على ربوة عالية …ترنو عيونها على الشمال والجنوب ، وعلى الشرق والغرب ….لا تقيدك أو تحرمك تاونات انعدام الرؤيا، فهي تمنحك مجالا لرؤيا بعيدة لأفـق لامنتهي على قممها … تمنحك الحرية والشعور بالارتياح … تمنحك الأمل…تمنعك سحر الطبيعة وخيلا لا حدود له ومهما قصت الحياة وازدادت ضغوطها ….
تـــاونات – أو مدينة القمم – متربعة ليل نهار، ورابضة مدى السنين على ربوتها العالية ..حارسة لوديانها وسهولها … متمردة … منكمشة …. تتوهج منها براءة الطفولة … ترد السلام بخجل وتحفظ … لا تأبه بما يدور حولها إلا بقليل من الفضول … مدخلها من جهة فاس عقبة … ومدخلها من جهة الحسيمة عقبة … وبين العقبتين كانت تاونات ولم تزل … قدر لها ان تظل رهينة ما بين جبالها وسهولها … يرهقها برد الشتاء القارس …وترهقها حرارة الصيف الجاف … وبين هذا وذلك، يبقى ربيعها بساطا أخضر لم تبدعه يد فنان بعد… وتبقى ثمارها وغلتها روعة للناظرين ومقدسة في كتابه العزيز…. دأبت تاونات منذ سنين طويلة على التمتع والاكتفاء بما يزرع في سهولها من خضروات وزرع وحبوب وفواكه، وما تنتجه جبالها من تين وزيتون وعنب ولوز وبرتقال وبرقوق ورمان
ظمن حدود اقليم مدينة تاونات تجري مياه عذبة … عيون .. وأبار … ومنابع … نهر ورغة العظيم …ونهر أسرى المخضرم … ونهر أولاي … ونهر ايناون … تاونات إذا، كانت وما تزال مخزن مهم للمياه السطحية والجوفية ، وهي بذلك تحتوي على سدود عدة منها : سد الوحدة – سد ادريس الأول – سد ازفالو – سد بهودة – سد الساهلة – الخ … تلك كانت جغرافيتها الحبلى بالصحة والعطاء
تــاونـــات لا تبعد عن مدينة فــاس الا بحوالي 70 كيلومتر ( سبعون كيلومتر تقريبا ) ، في حين تبعد تازة عن فاس بحوالي 120 كيلومتر، وتبعد الحسيمة عن فاس بأزيد من 200 كيلومتر ، وتبعد تاونات عن تازة بحوالي 120 كيلومتر ، وأيضا عن الحسيمة بأزيد من 200 كيلومتر
ومهما كانت دوافع دمجها ضمن الجهـة السادسـة عشرة للمملكة وعزلها عن محيطها الطبيعي ، يبقــى ذلك ( إنما أسماء سميتموها ) وتظل تاونات الابنة الوحيدة المدللة القروية لمدينة فاس ، وتربطهما صلة قوية لا يمكن وبأي حال فصلهما عن بعضهما البعض ، ومهما كانت الجهود نظرا للأسباب التالية :
Pمسافة 70 كيلومتر الفاصلة تاونات عن فاس لا تعتبر حاجزا حقيقيا ، ويبقى الاتصال بينهما ليل نهار سائر المفعول وبدون أدنى التزام لساكنة الاقليم للانتماء والارتباط بالجهة السادسة عشرة
Pكانت فاس دائما العاصمة العلمية للمملكة وقد تشربت منها تاونات بحكم قربها منها ، وذلك في مختلف العلوم الدينية والعربية ، وأنتجت علماء وأدباء وأولياء وأطر قوية ناجحة، وظلت تاونات متمسكة بلغتها العربية الفصحى
Pكانت فاس وظلت دائما عربية تعتز بلغة الضاد ، وكانت تاونات وظلت كذلك أيضا، حيث سكان إقليم تاونات هم مائة في المائة عرب يتكلمون اللغة العربية ، معاكسة بذلك ما يتمتع به اقليم تازة من خصوصية في تواجد اللغة الأمازيغية ، وما يتمتع به اقليم الحسيمة من خصوصية في تواجد اللغة الريفية
Pكانت تاونات وما تزال من اهم المصادر في تموين مدينة فاس بالمحاصل والمنتجات الزراعية، وتمدها فاس بكل ما يخص الاحتياجات الصناعية والخدماتية والتموينية
Pحركة الأفراد اليومية انطلاقا من تاونات للمدن الثلاث تبقى قوية متينة مبرهنة ومثبتة بذلك أن حوالي 80 % من حركة التنقلات والتحركات اليومية تتم بين فاس وتاونات و20 % الباقية تنقسم ما بين
تاونات / تازة – وتاونات/ الحسيمة
Pالهجرة السكانية من تاونات قد تفوق 90 % منها لفـــــاس مقارنة بالهجرة منها لتازة أو للحسيمة
تاونات…. مدينة القمم هي مدينة جبلية بامتياز، وتحيط بها قبائل عربية عريقة، نذكر منها: قبائل صنهاجة ، وامتيوة ، والحياينة ، واشراقة، وبني زروال …. وبكونها المدينة الهادئة ومدينة القمم بامتياز … فهي بذلك مدينة التين والزيتون بامتياز … محصنة بذلك صحة أهلها من آفات الزمن وويلات الأمراض والعلل
التيــــــن/ الزيتـــــون
لقد أقسم الله تعالى في كتابه العظيم ، فقال جل سبحانه : ( والتين والزيتون ، وطور سنين، وهذا البلد الأمين، لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ، ثم رددناه أسفل سافلين، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون، فما يكذبك بعد بالدين، أليس الله بأحكم الحاكمين ) صدق الله العظيم
ويكفي قسمه تعالى وبدون الرجوع لأي تفاصيل أو تحاليل لما للتين والزيتون من منافع وخصوصيات مهمة تتعلق بصحة الإنسان، فالقسم من ذو الجلال والإكرام لم يأت سدى… ولم يكن مجبر سبحانه وتعالى بالقسم بهذين العنصرين لو لم يكن لهما شأن عظيم
1 – التـــيــــن :
تعتبر منطقة تاونات من أوائل مناطق المملكة التي تحظى بمختلف أنواع شجر التيــن على الإطلاق ، وله أسماء عدة منها : النابوت ، الفـاسي ، المري ، الغندال ، السبتي ، الحمري، كرش اجمل ، الخ …
والتين يكون طازجا وناضجا للأكل خلال فصل الصيف ، وسبحان الله في خلقه ، فإن شجر التين يعطي غلتيـــن في فصل واحد ، حيث في بداية الصيف تنضج الثمرة التي تقع أسفل أوراق شجرة التيـــن وتسمى ( الباكور ) وبعدها بحوالي شهرين تنضج الثمرة التي تقع أعلى أوراق شجرة التين وتسمى ( الكرموس )
وسبحان الله العظيم في ملكه الكبير فإن تين الباكور لا يحتاج للقاح خارجي لينضج بعكس تين الكرموس الذي يحتاج لتلقيح ذكري حتى يتمكن من الاستمرار والنضج ، وتسمى عملية اللقاح “بالدكار ”
وحين تبدأ ثمار التين في النضج يطلق على هذا الموسم : وقت ( التخريفة ) ، نظرا لتواجد التين والعنب في وقت واحد، مما يجعل هذه الفترة عبارة عن موسم تحج فيه جموع المنحدرين من تاونات والنواحي ، والقاطنة داخل وخارج المغرب الى المنطقة لتتمتع ” بالتخريفة ” والهواء الطلق وسمر الليالي وصفاء وبرودة المياه العذبة في العيون والوديان والآبار
تجفيف ثمار التين في المنطقة يتم خلال مرحلتين :
موسم الباكور :
وفي هذه المرحلة عادة ما يستعمل الفائض من الثمرة الطازجة للتجفيف ، وتسمى : ( الشريحة ) ، حيث تفتح الثمار ويضاف إليها نكهة الفلايو أو الزعتر أو كما هي على طبيعتها ، ثم تنشر على سطوح المنازل أو في الحقول لتجف ، وتستعمل لاحقا للاستهلاك
موسم الكرموس :
وفي هذه المرحلة عادة ما يستعمل الفائض من الثمرة الطازجة للتجفيف ، وتسمى : ( الكرموس) ، حيث تجفف الثمار كما هي ، على سطوح المنازل أو في الحقول، وتستهلك هذه عادة أيام الشتاء ، وخلال شهر رمضان الكريم ، حيث تضل الكرموس على صلة وثيقة ومصاحبة للحريرة وباستمرار في المنطقة .
وتعد كرموس امتيوة من أجود وأحسن أنواع الكرموس المجففة على نطاق المملكة وبدون منازع ، حيث عادة ما تصدر لمدن فاس ، مكناس ، الرباط والدار البيضاء على شكل حبات مسطحة مدورة ومرتبة في أحبال من الدوم ، ويسمى ( أزلاك ) ، والطريقة كانت وما تزال بدائية قروية محضة ، حيث لم تدخل بعد للمنطقة طرق التجفيف الحديثة لثمار التين ، ولا طرق التعبئة الصحية الحديثة للإنتاج، كما أن جهود التسويق لم تتعدى بعد التسويق المحلي والمختزل في الأسواق الأسبوعية والمنتشرة على مدار الأسبوع في المنطقة
2- الـــزيتـون :
فقد أكد الله تعالى الزيتون بقوله: ( يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية )
مواقع تواجد التين والزيتون بالاقليم :
يتواجد شجر التيـن والزيتـون بالاقليم في المناطق الجبلية وشبه الجبلية من إقليم تاونات ، وذلك على هضاب ومرتفعات الجبال ، حيث تتمتع قبيلة امتيوة بالصدارة في انتاج التين ويقام له موسم خاص سنوي في قرية بهــودة – سوق سبت امتيــوة – كما يتواجد التين أيضا وبكثافة أقل من قبيلة امتيـوة في كل من قبائل ارغيوة وصنهاجة وبني زروال
أما مواقع تواجد شجر الزيتون فهو كذلك مرتبط بالجبال والهضاب ، ويتواجد بمنطقة صنهاجة الشمس وصنهاجة الظل، وبذكر هذين المصطلحين،يرجح أن يكون التقسيم الفرنسي إبان الاستعمار كان له دور في ذلك، حيث جبل تيرارا ، والذي تقبع عند حضنه قرية بـوعـادل يقسم صنهاجة الى فرعين بامتداده طولا من مرنسية ( طاهر السوق ) شمالا الى عين مديونة جنوبا، حيث صنهاجة الشمس هي الجهة التي تشرق عليها الشمس مباشرة – بني سلمان – والقرى التابعة لعين مديونة ، وصنهاجة الظل هي الجهة التي تشرق عليها الشمس فتصيب صباحا ومباشرة كل من دواوير البروميين، العزيب وعين املالو ، في حين تتمتع كل من بوعادل ، بني قرة وولاد آزم بالظل، وعند غروب الشمس يبدأ الظل في كل من البروميين، العزيب وعين آملالو وتظل الشمس ساطعة على بني قرة بوعادل وولاد آزم ، وذلك لوجود هذه القبائل مواجهة لبعضها البعض وسط جبال وهضاب ويفرق بينهما نهر واد ورغة
كما يمتد تواجد شجر الزيتون الى كل من عين مديونة ، بني وليد ، مرنيسة، بوهودة ، اخلالفة ، تاونات ، ارغيوة ، سيدي المخفي ، غفساي ، ورتزاغ ، قرية با محمد ، والحياينة
وزيت زيتون منطقة تاونات يعد أفضل أنواع الزيوت المغربية على الاطلاق ، نظرا لجودة التربة والمياه الوافرة وتأقلم الشجرة الشديد لمناخ المنطقة ، حيث أحسنه مذاقا زيوت منطقة بني قـرة
استعمالات الزيتون في الحياة التاوناتية :
حبوب الزيتون :
كما ان الزيتون يستخرج منه زيته ، فإن الزيتون أيضا يأكـل حبا بعد معالجته ويستعمل في الطبخ والسلطات في أحد الأشكال التالية :
الزيتون المشرط :
وهو زيتون أسود ووردي عادة ما يختار بدقة ويجرح بسكين ، ثم يغمر بالماء ، ويغير هذا الماء من وقت لأخر لغاية ما تتلاشى مرارة الزيتون ، ثم يضاف اليه الليمون المقطع ويستهلك طوال السنة
الزيتون المفطخ :
وهو زيتون أخضر نقي ، يدق نصف دقة ثم يغمر بالماء ويغير هذا الماء من وقت لأخر حتى تزول مرارته ، فيضاف اليه قطع الليمون وبعض الأعشاب ، ويستهلك طوال السنة
الزيتون المشمع :
وهو زيتون أسود نقي ومستوي ، يملأ في أكياس ثم يلقى به على سطوح المنازل حتى تسيل منه مرارته ومرجانه ، فيغسل ويظاف إليه بعض الأعشاب كالزعتر أو أفلايو ، ثم يستهلك طوال السنة وبالخصوص مع وجبة الإفطار الصباحية
زيت الزيتون :
حوالي 90 % من الزيتون أو أكثر تطحن في المطاحن التقليدية او العصرية من أجل استخراج زيت الزيتون ، وقليل منه فقط يستخرج منه زيت ما يسمى في المنطقة ” العـروانـه ” لكون هذا النوع من الزيت ذو النكهة الخاصة والقيمة العالية والجودة الخاصة، يتطلب عملا متواصلا ومعالجة شاقة عادة ما تقوم بها ربات البيوت
طريقة استخراج زيوت العـــروانه :
تختار ربات البيوت حبوب ناضجة من من شجرة الزيتون وهو في بداية نضجه ، ثم ينظف بعناية من كل الشوائب ، وبعد طبخ الخبز في أفران عادة ما تتواجد جنب كل بيت ، وفي عز درجة الحرارة العالية في الفرن ، يوضع الزيتون في الفرن ثم تقفـل بوابة الفرن السفلى والعليا ، بحيث لا يسمح بدخول الهواء اليه
يستمر الزيتون على هذه الحالة لليلة كاملة حتى الصباح.
بعد اتمام عملية اخراج الزيتون من الفرن يدق جيدا ، ثم يعجن باليد بإظافة قليل من الماء الساخن لغاية ان يستوي تماما، يتم بعد ذلك ملأ ما يسمى ب ” الشامة ” – وهو عبارة عن كيس اسطواني دائري مصنوع يدوي من الدوم – بهذا المزيج ، ويلقى به في معصرة خشبية ، بحيث تكون شامة فوق شامة لعدد 4 الى 6 حبات ، ثم تدار أيادي المعصرة بطريقة لولبية لغاية ما تتم عملية الضغط ، ويبدأ الزيت في الخروج من بين خيوط الشامة على شكل سائل، ليتجمع في وعاء ملقى تحت مجرى الزيت في أسفل المعصرة
وبتواجد الزيتون في المنطقة فقد تواجدت معه صناعة الشامة وصناعة المعصرة الخشبية والتي غالبا ما كانت من اختصاص ساكنة بوعادل وبني قرة
ويستعمل الأهالي زيت العروانة في الفطور ، كما أنه يضاف لمأكولات عدة، كالبيصارة والملاوي وقلي الخضروات والأسماك، ونظرا لندرته وكثرة منافعه وفوائده، فغالبا ما يكون سعره مرتفعا في الأسواق
واذا كان من الضروري العودة للطبيعة .. والرجوع للأصل اصل …فقد كان لتاونات نظام وطبع خاص في ثقافة التغذية بالفطرة، وكانت تتميز بأكلات صحية طازجة جبلية خاصة نذكر منها:
التريد :
وهو نوع من العجين يهيئ بطريقة خاصة ويطبخ على ظهر قدور شبه مستديرة من طين الصلصال ليعطي رقائق شفافة جدا من الخبز
الحربيطة :
وهو نوع من الحساء المكثف بأجزاء من حبيبات الزرع مع قطع اليقطين ( القرع الحمراء )
الزميطة :
وهو نوع خاص من جنين حبات القمح / الشعير، حيث حين تمتلئ هذه الحبات بحليب أبيض، ( والذي يتحول لدقيق حين يصبح يابسا) وقبل النضج النهائي تقطف على هيئة سنابل ، وتعرق في أفران طبخ الخبز ، يضاف اليه بعض لب البذور ثم يطحن ويغربل ، حيث ما تحت الغربال يطبخ ويظاف اليه زيت الزيتون ثم يأكل بتيجان البصل الأخضر ، ويمكن ايضا تغميس التين الأخضر فيه وأكله أيام الصيف . وما فوق الغربال يمكن أيضا طبخه بما كان يسمى ( التيشة ) ، ويتواجد هذا النوع من الانتاج حاليا في كبريات الصيدليات وبأثمان غالية نظرا لما يتمتع به من فوائد صحية لا تقدر بثمن
السيكوك :
وهو لبن البقر ، يظاف الى الكسكسو الخالص أو المظاف اليه أطراف من قرون الفول الخضراء المفورة
البيصارا :
وهي الفول اليابس والمجروش ، يطبخ في إناء من الطين كان يسمى ( الديابه ) على نار حطب هادئة ويضاف اليها أحيانا الليمون المخلل ، وأحيانا أوراق اللفت الخضراء ( الشرودة ) ، وإضافة زيت الزيتون اليها يكون اساسيا وضروريا مع الاختيار في اضافة الكمون أو الفلفل الحار
المنقوبين :
( وحيث كان فصل الشتاء يطول ويطول .. وتطول معه الأمطار .. وشبه تنقطع معه الحركات الطرقية ، فقد كان من الضروري تواجد الفول والزرع والزيت والزيتون والقرع الأحمر والتين المجفف في كل البيوت لمواجهة فصل الشتاء القارس ، وكان من السهل تواجد هذه المواد في كل بيت نظرا لكونها من انتاج الإقليم، ومن هنا يتضح لنا ان الساكنة ملتزمة تماما بالهرم الغذائي بدون أن تدري ، وهي بذلك أيضا تكون محافظة على صحتها وبشكل عفوي )
أذخـــاص :
وهي أكلة خاصة ، ليس لها مصدر انتاج دائم بقدر ما يتوقف هذا النوع من المأكولات على مولود جديد للبقرة ، حيث كان يحتفى بذلك في دعوة الأهل والمقربين لطبخ ما تم حلبه من حليب البقرة بعد ولادتها وضمن الثلاثة أيام الأولى من الولادة
ومن الزرع المخزن في كل بيت كانت موائد سكان الاقليم قد لا تخلو شتاء من البغرير … الخرينجو … السفنج …. المسمن، كما أن اللوز والجوز كان يتواجد في بيوت الجهات المنتجة لهما
الزعلوك :
وهي أكلة تشبه نوعا ما يطبق عليه في المشرق – بابا غانوج – وهي أكلة معروفة على مستوى المملكة
بقولة الحميضة :
عادة ما تحضر هذه الأكلة أيام الربيع ، لتواجدها بكثرة أيام فصل الربيع
بقولة التين الأخضر : وقد تكون هذه الوصفة من خصوصيات اقليم تاونات لوحده ، حيث تفور حبيبات التين اليانعة ، وتعصر من المياه ، ثم يضاف اليها تشرميلة خاصة وتتقلى على نار هادئة
الفول الأخضر المشوي :
وعادة ما يؤكل من طرف الصغار والكبار كنوع من التسلية خلال ليالي الشتاء
التين اليابس المشوي :
وعادة ما يؤكل من طرف الصغار والكبار كنوع من التسلية خلال ليالي الشتاء
الحرايرة :
وغالبا ما تستعمل خلال فصل الصيف الحار ، حيث يعصر الليمون مع لبه على زيت الزيتون ، إضافة للملح وقليل من الفلفل الحار ، ثم يؤكل ليطفئ ظمأ وحرارة الصيف ، ولانتظار الوجبة الرئيسية
الشـــــاي :
وبتواجد مصادر زراعية عديدة في الناحية ، وبوفرة المياه ، فإن السكان عادة ما يقومون بزرع
النعناع واللويزة والمرمية ( السالمية ) والشيبة و البرتقال والورد في مزارعهم، وخاصة “العـرسة ” التي غالبا ما تكون محتوية على مصدر ما من مصادر المياه، ونتج عن هذا الخليط من التواجد استمتاع وتلــذذ أبدي لأهــــل المنطقة بشرب الشاي المطعم بالنعناع أو الورد أو اللويزة أو السالمية أو الشــيبة أو زهـور البرتقال والليمون
القهــــوة
عادة ما تتمتع المنطقة بشرب القهـوة صباحا مع الحليب ، كما أن القهـوة السادة السـوداء تعتبر من مقومات محاربة البرد والأنفلـونزا حين يضاف لها القرفـة ، القـرنفـل أو الفلفل الأسود الحار شتاء
الفطور بزيت الزيتون – الفطور بالسمن البلدي الخالص – الفطور بالعسل الصافي الخالص
والزيتون الأسود المشمع
تاونات والكيف :
لم تكن تاونات حتى زمن غير بعيد ملطخة أصابعها بدماء الكيف ولهيب دخانه، وحتى لو كانت تجارته حاضرة وقتها ، فقد كانت بكمية قليلة محصورة ومخفية عن الأعين ، وبالرغم من قلة قليلة كانت تتعاطى تدخينه بالسبسي وكانت خلطة التدخين تسمى ” التدريحة ” وهي عبارة عن مزيج خالص صافي من الطابا والكيف ، فقد كان كلا الفريقين ، وهم التجارة والمدخنين يتعاملون مع الكيف بحذر …. وكان حـرام وغير مباح الكلام في تدخينه فما عسى تجارته او زراعته ؟؟
لكن مع إعادة البرمجة والهندسة لتاونات وساكنتها … الجامد والمتحرك … ومع تكاثر وتنامي المتطلبات اليومية .. وازدياد عرض المنتجات الاستهلاكية والخدمات …وبإجبار تاونات على التمدن والتحظر …. زواج قصري …عروس بدون منزل يؤويها …. مثلها مثل المهاجر من صفاء قريته ليلتجأ لأطراف مدن الصفيح ، إذا ما استثنينا الموظف والتاجر وهم قلة ، فإن معظم الساكنة قروية وينطبق عليها ما ذكر من معاناة وألم ويئس وحسرة … وإلا كيف تفســر ظاهرة تزايد الانتحار بالإقليم ؟؟؟ ما هي الأسباب وما هي الدوافع ؟؟ وما هي الحلول ؟؟؟ علما بأن هذه الظاهرة لم تكن متواجدة بالاقليم بالرغم من الحاجة والفقــر
… وفي غياب برامج التنمية المستدامة …التنمية القوية الصحيحة … وباستفحال التهميش الذي نام واستلذ نومه … وفي غياب التخطيط الاقتصادي والإنمائي والذي كان من المفروض ان يصاحب افتتاح العمالة من يوم نشأتها … لم تجد الساكنة حيلة .. ولم تجد الجهد للعطاء والكسب المرضي الحلال ، فالتجأت للحرام ، وازدادت زراعة الكيف لتعم مساحات من أراضي الاقليم في جوانبه الشمالية والغربية
ومردود إنتاج الكيف غالبا ما يكون أحد روافد الدافع والمسدد لفاتورة الهاتف والجوال والكهرباء والنقل والتمدرس والتطبيب والملابس والتغذية والبناء وغيره .. وبذلك قد يشعر مواطن الاقليم على الأقل انه يلبي بعض متطلبات رغباته وتطلعات أهله التي فرضت عليه وعليهم فرضا من جهة، وسلبت منه ومنهم قناعتهم بنمط حياتهم ، ومن جهة أخرى تتباهي كل الشركات والمؤسسات ذات الصلة بازدياد إيراداتها لمصلحة ميزانيتها التشغيلية ، وبالتالي ربحها بغض النظر عن مصدره !!!
وقد يكون هذا غير صحيح ، لأن المنتج لشجرة الكيف يظل فقيرا مهما زرع وحصد لقلة ما يدفع له ، وتصاحب الربحية والوفرة تجار المحصول المتمركزين بعيدين عن موقع الإنتاج لإنفاقها ببذخ وحرية في كبريات المدن ضمن مشاريع لا ينتفع الإقليم منها بشيء
طرق الإقليــــم
جميلة هي وشيقة تلك المنعرجات … تلك المنحدرات والمنعطفات .. التي تفجعك وتشوقك وأنت تلتوي بين طرقات قمم وهضاب … وبين أودية وسهول … بين مناظر جبلية طبيعة … مرة تعلو ومرة تنحدر .. وبين الخطوتين تغمرك الفرحة والبهجة وتأسرك لوحات القرى والدواوير المنتشرة هنا وهناك … على القمم وعلى الهضاب
اتجاهين رئيسيين للطرق على شكل + ( زائد ) تتوسطهما تاونات
اتجاه الشرق للغرب، وهي الطريق الرابطة من أكنول شرقا الى وزان غربا
واتجاه الشمال للجنوب، وهي الطريق الرابطة بين كتامة شمالا وفاس جنوبا ، وهذا الطريق هو بمثابة الشريان الرئيسي للإقليم، ويتضمن مسافة حوالي 80 كلم معروفة ” بطريق الوحدة ” ابتداء من قنطرة أسكار ( أقل من 10 كلم من بعد تاونات ) وحتى إساكن ( كتامة )
وإذا كان لذكرى خالدة وطنية خالصة تفخر بها الشعوب ، فقد يكون للشعب المغربي في ” طريق الوحدة ” رمزا خاصا لتلاحم شعبه من كل فئاته وأقطابه في بناء هذا الرابط القوي بين شماله ووسطه في عهد المغفور له محمد الخامس قدس الله ثراه
وحيث أن هذا الطريق الرئيسي المار بتاونات يدرج في الوقت الراهن ضمن الطريق الوطنية رقم 8 والمبتدئة من الحسيمة حتى أكادير مرورا بفاس ومراكش، فطريق الوحدة يجب أن تبقى رمزا مميزا ضمن هذا المسار الطويل
وبابتعادنا عن هذين المسارين تبقى طرق عدة تربط الإقليم بقراه وجهات محاذية حيث نذكر منها:
طريق مرنسية – تاينست / طريق بني وليد – عين عائشة / طريق عين عائشة – الورتزاغ /
طريق الرتزاغ – قرية با محمد / طريق عين عائشة – تيسة / طريق الورتزاغ – غفساي /
طريق تيسة – واد امليل / طريق قرية با محمد – مكانسة/
وبتواجد أنهار مميزة في إقليم تاونات فعادة ما نصادف قناطر عدة على طرقات الاقليم
الخيول
يقال ان تيسة أم الخيــول والواقع يؤكد ذلك ، إلا أن صناعة الخيول بكل مساراتها ومشتقاتها في الاقليم تبقى شحيحة وضعيفة … ولا تكاد تذكر، نظرا للبنية الهشة أو المنعدمة في هذا المجال، حيث لا إسطبلات نموذجية ، ولا إعانات للتربية والترويض .. ولا مدارس للتأهيل والتخصص بالفروسية … ولا تخطيط لإنتاج البرسيم الاستهلاكي للخيول …. ولا عربات خاصة مجهزة لنقل الخيول … ولا ملاعب مخصصة ومجهزة للتدريبات اليومية …ولا حتى محل تجاري مختص في بيع كل ما ينتمي للفروسية بصلة
والدعم ثم الدعم … والتضحية ثم التضحية مطلبان أساسيان للنهوض بهذه الصناعة والتي تعتبر في بلدان أخرى هوايات النخبة
السياحة
بالرغم من تواجد مياه الأنهار هبة من عنده سبحانه وتعالى لساكنة إقليم تاونات تنعدم المسابح في التجمعات الرئيسية والمتمثلة في تاونات – تيسة – قرية با محمد – غفساي – مرنيسة – بهودة – عين عائشة ، إذا ما استثنينا قرية بوعــــادل التي حبها الله بمنبع رحب
وبالرغم من الغابات والنباتات الكثيرة المختلفة …وبالرغم من الجبال والقمم …وبالرغم الطيور والحيوانات المتعددة … وبالرغم من التجمعات السكنية المهمة ، يبقى الإقليم في حاجة ماسة لمنتجعات وطنية وفنادق ذات صبغة دولية ، ويبقى التركيز على تسويق الإقليم ضمن منظومة فاس – بولمان أو ضمن منظومة انتمائه لجهته شيء ضروري وأساسي للنهوض بهذا القطاع الحيوي المتميز
وتبقى السياحة العفوية ذات الطابع الاستكشافي المغامر هي الطابع الوحيد التي تخدم الإقليم في هذا المجال
تلك كانت تاونات …. ولتعش تاونات للأبد …. ومهما ضربت بأعيرة التهميش والإقصاء التنموي والاقتصادي والتعليمي
يد بيد .. وبالصبر والمثابرة …وبالثقة والقناعة يمكن أن نبني المستقبل … ويمكن أن نصنع الأجيال لغد مشرق في تاونات وفي كل ربوع المغرب الغالي من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه
------
محمد الطيفي - إداري فندقي