بورتريه شارلوت كورديه للفنان الفرنسي بول جاك بودري ، 1862

تاريخ التسجيل : 31/12/1969

بورتريه شارلوت كورديه
للفنان الفرنسي بول جاك بودري ، 1862

تصور هذه اللوحه أحد الأحداث التاريخيه المهمه التي وقعت في فرنسا أواخر القرن الثامن عشر. كانت فرنسا وقتها غارقه في أتون الدماء والعنف الذي طبع الثوره الفرنسيه منذ بداياتها.
كان العنف الهمجي مسيطرآ، وانتشر الرعب في كل مكان. كان يكفي أن يرفع إصبعه كي يساق مئات الرجال والنساء إلى حتفهم.
وقد بلغ العنف ذروته في ماسمي بعهد الرعب، حيث سفكت الدماء وقطعت العديد من الرؤوس تحت المقصله. حتى الملك نفسه لم ينجو من السكين الرهيبه.
جان بول مارات كان أحد الثوار الذين سقطوا في وحل العنف الأعمى. وقد أرسل هذا الشخص ألوف الأبرياء إلى قبورهم.
وبلغ من ساديته انه كان يتملكه الفرح عند سماعه أخبار موت ضحاياه.
في تلك الأثناء كانت هناك فتاه اسمها شارلوت كورديه تستمع من بيتها الهاديء إلى قصص الإغتيال والقتل الرهيبه التي حولت باريس إلى مدينه للدم. وقد تداخلت هذه الحكايات في مخيلة الفتاه مع صور معاناة الفلاحين ووحشية جامعي الضرائب وقمع النظام.
كانت كل ماتتمناه كورديه أن يتحول نظام الحكم إلى ملكيه دستوريه وأن ينتهي عهد الإستبداد. ولهذه الغايه قررت أن تذهب إلى باريس وأن تقتل مارات بيديها.
وعندما وصلت كتبت له رساله تطلب فيها السماح لها بزيارته في بيته لإحساسها أن حياته باتت في خطر ولأن لديها معلومات عن انتفاضه وشيكه.
في ذلك الوقت، كان مارات مصابآ بمرض جلدي مزمن لايخفف منه سوى بقائه لفترات طويله في الماء الساخن. وقد اعتاد ان يستقبل زواره في الحمام الذي تحول إلى مكتب. كما كان يقتضي معظم وقته ملفوفآ بمنشفه منقوعه في الخل ومستلقيآ في وعاء ماء ضخم.
جاء الرد من مارات بالسماح ل شارلوت بزيارته في بيته. وعندما وصلت وسمع صوتها الرقيق عبر الباب، أعطى أوامره فورآ لحراسه بالإذن لها بالدخول. وعندما دخلت نظرت إلى الرجل الهزيل الذي تشبه ملامحه وجه فأر وهو يدور ويتعثر في المغطس.
كانت تخفي تحت ملابسها سكينآ طويلآ. وقد شاغلته بسؤال عن مثيري الفتن فقاطعها بقوله: لاتخافي ! كل هؤلاء سترين رؤوسهم قريبآ تحت المقصله !".وقبل أن يكمل جملته ، استلت السكين وغرستها بكل ماتملكه من قوه في جنبه الأيسر لتخترق قلبه ورئتيه. وعنما سقط مارات، نادى على خادمته طالبآ النجده.
هذه هي اللحظه التي صورها بول جاك بودري في لوحته.
وقد سبب قتلها ل مارات ردود فعل متباينه. البعض اعتبر فعلها جريمه. بينما اعتبرها آخرون نسخه أخرى من جان داراك. لكن مامن شك في أن ماقيل عن جمالها ورباطة جأشها وايمانها بالفلسفه الرواقيه جعل منها شخصيه مثيره ونادره زمن الثوره الفرنسيه.
وقد أصدرت المحكمه حكمها بإعدام شارلوت كورديه قبل أيام من بلوغها سن الخامسه والعشرين. ونفذ فيها الحكم في يوم ممطر وعاصف. وكانت آخر كلماتها قبل أن تهوى على رأسها المقصله : لقد أديت واجبي. لا أطلب شيئآ ولم يعد يهمني شيْ !".

» بورتريه مدام دي فيرنينيس للفنان الفرنسي جان لوي دافيد، 1798
» حالة الهام .. للفنان الفرنسي .. غيوم سينياك
» نساء الجزائر للفنان الفرنسي أوجين ديلاكرو، 1834
» شقيقتان في شرفه للفنان الفرنسي بيير رينوار، 1882
» يتيمه في المقابر للفنان الفرنسي أوجين ديلاكروا، 1824